إن سمَّوك بالقُبوريِّ فقل لهم: القبوريُّ مَن ينبشُ قبورَ الأنبياءِ والأولياءِ والعلماءِ، ويكفِّرُ أو يفجِّرُ مَن عظَّمها وتبرَّك بها وتوسَّل عندها.
فإن قالوا: العربيَّةُ لا تساعدُك على هذه النِّسبةِ؛ إذ النِّسبةُ إلى الشيء تدلُّ على المُلابَسة اﻹيجابيَّةِ بين المنسوبِ والمنسوبِ إليه.
فقل لهم: إنَّ النِّسبةَ قد تدلُّ على الملابسةِ السلبيةِ، يعني: أنها قد تدلُّ على أنَّ المنسوبَ متبرِّئٌ ومتقزِّزٌ من المنسوب إليه؛ ألا ترى أنهم قالوا: داودُ القياسيُّ؟ فنسبوه إلى القياس وهو يتبرَّأُ منه ويشنِّعُ على أهله، وقالوا: الجماعةُ القَدَريَّةُ؟ فنسبوهم إلى القدَرِ وهم ينفونه ويرون الأمرَ أُنُفًا.
فكذلك نقول: فلانٌ قبوريٌّ؛ إذا كان يرى تعظيمَ القبورِ والتبرُّكَ بها والتوسُّلَ عندها شِركًا وكفرًا، ويرى نَبْشَها وتفجيرَ زوَّارِها عبادةً وزُلفى.
سيدي فوزي كوناتي