اليوم قد أكملت عقدي الثالث
،،مضى على فراقنا ثمان سنوات،، سمعت --من صديقتك انك تزوجتي و انك رزقت بطفل وعمره الآن سبع ؛؛هي حقا كانت سبعا عجاف..
اليوم سأتزوج من فتاة قد أثارت اعجاب أمي ولم تثر فيني سوى الحزن ؛ولكنني تزوجتها لأنها أحبتني؛؛على حسب ما نصحني به صديقي تزوج التي تحبك ولا تنتظر أن تحب..
وبصراحة،، لقد بحثت عنك بين خمسا وعشرين فتاة ولم أجدك؛؛كان العرس رائعا جدا ؛؛ إلا أنك لم تكوني عروسي

اليوم عمري خمس وأربعون سنة؛؛قد مضى على فراقنا ثمانية آلاف وثلاثمئة وخمسة وتسعين يوم؛؛ اليوم عيد ميلاد ابني عمر..أسميته كما اتفقنا،،أكمل الرابعة عشرة وهو متفوق بدراسته ورياضي؛؛ وأيضا يحب الرسم مثلك.. ولا ينقصه إلا أنك لم تكوني أمه..!

اليوم عمري ست وخمسون سنة؛؛ ومضى على فراقنا أربع وثلاثون..
رجعت من الخليج محملا بحقيبة فيها مبلغ من المال وقليل من الضغط والسكر وما إلى ذلك..رجعت لأحضر عرس ابنتي أسميتها على اسمك كي أدللها ، تماما كما كنت أفعل معك ؛؛ كان العرس باهجا..إلا أنك لم تحضريه..!

اليوم عمري ثمان وخمسين سنة،،مضى على فراقنا ست وثلاثون سنة..لكن اليوم مختلف..اليوم التقيناا ؛؛ اليوم خطبة ابني المهندس عمر ؛ اجتاحتني موجة من السعادة عندما علمت أن ابنتك هي العروس..

تشبهك بكل تفاصيلك؛؛فريدة في حبها لابني..من شابه أباه فما ظلم..
الخطبة رائعة بكل المقاييس؛؛ولا ينقصها إلا أنك لست فيها،،قد أخبروني أنك توفيت منذ خمسة أعوام بسرطان لعين..

أكتب لك هذه الرسائل بخط يدي الخبيث وأحتفظ بها في الصندوق الذي أهديتيني إياه مع الكتب الثلاثة..والبجعة وولاعة السجائر التي عليها اسمك..

أحمد الله أني أحببتك قبل وسائل التواصل الاجتماعي؛؛لأنني لا أستطيع على أن أبحث عنك من تطبيق لآخر ..
رحمك الله وأسكنك جناته ...

حياتي كلها كاملة ولاينقصها إلا أنك لست نصفها الثاني..أو بالأحرى رغم أني أعيشك..إلا أنك لست معي ...