وسألت يومًا ما الحياة.!
فلم أعثر على جواب.!
كُلٌّ وصفها بما يروقه.!
فربما سعادة الإنسان حياة.!
وما دون ذلك أشبه بالموت.!
ورُبما فقط أن تكون في أمان.!
في سلام.!
هدوء.!
واطمئنان.!
لكنني لم أبحث عن جواب فلسفي.!
فقط سألت ما الحياة.!
والجواب أن تتنفس.!
بكامل عافيتك.!
أم على أجهزة المشافي.!
فمتى انقطعت أنفاسك.!
فارقتَ الحياة.!
وإلا فإنك مربوط بها.!
شئت أم أبيت.!
شقي أم سعيد.!
رغم أن لغتي تبدأ بالجمال.!
إلا أنني بدأت بالشقاء.!
فأنت تولد شقي.!
وتموت شقي.!
وتعيش في عناء.!
أو لم تخلق في كبد؟!
فخذ نصيبك منها.!
حتى تصرخ آه ملء صدرك.!
وتطلق صرخة تشق حنجرتك.!
وتبكي حتى تفترش الأرض.!
لربما تسمعك وتحن عليك.!
لكنك بعدها ستقف بلا شعور.!
طال الزمن أو قصر.!
ستغدو ممن يهجون الحياة.!
لكنهم يعيشونها.!
كم مرة عليّ إخبارك.!
أن تقف دومًا.!
حتى لو كنت كسيحًا.!
عاجزًا مشلولًا.!
مادمت تتنفس.!
قل عن الحياة حياة.!
مفتاح عجل الحديد .. ?
في سبعينيات القرن الماضي كان هنالك سائق سيارة تاكسي يدعى ( عمك علي)
ينقل الركاب من امدرمان إلى الخرطوم وبالعكس
وذات يوم من أيام الصيف الحاره انطلق عمك علي بركابه من سوق ام درمان باتجاه الخرطوم و في المورده أشار له راكب فتوقف، وقال للركاب في الكرسي الخلفي
- اقرصوا ليهو شويه معاكم، ما شايفين الدنيا دي حر كيف.
فاعترض أحد الركاب وكان يرتدي بدله وكرافتة أنيقة، وقال للسائق:
- المقعد الخلفي فيه ثلاثة ركاب ومكتمل
فزجره عمك علي قائلاً:
- ما تفتح خشمك بحرف واحد يا أفندي، ح يركب غصب عنك .. ولو فتحت خشمك تاني، بفتح راسك (ولوّح له بمفتاح عجل الحديد)
صمت الرجل الأفندي مرغماً وصعد الراكب..
انطلق عمك علي بسيارته وقبل أن يصل إلى ( كبري الحديد ) فأشار له راكبٌ آخر، فتوقف، وقال للركاب في المقعد الخلفي:
- دبروا ليهو طريقة معاكم، حرام.. انتو ما شايفين الدنيا دي حر كيف..
فعاد نفس الرجل الأنيق ليعترض، وكرر عمك علي تهديده
- شنو يعني ما ح تسكت يا أفندي وإلا افتح ليك راسك.. فسكت ولم ينطق بكلمة
صعد الرجل الخامس فجلس مع الركاب وزاد ضيقهم كوع ده في صدر داك وعظامهم دايره تتكسر ، حتى وصلوا إلى الخرطوم
وفي اليوم التالي ما إن أوقف عمك علي سيارته في الموقف
حتى أحاطت به الشرطة وكلبشوه وساقوه إلى المحكمة لأسباب مجهولة
رغم صراخه وسؤاله المتكرر: ليشنو ، في شنو يا جماعة ..انا عملت شنو... الحاصل شنو..
فكان الرد مختصراً:
- اصبر اسع القاضي بيقول ليك عملت شنو !…
وعندما وقف أمام القاضي كانت المفاجأة.. إنه نفس الرجل الأفندي الأنيق الذي كان معه يوم أمس، وأهانه وهدده بمفتاح العجل ..
قال له القاضي:
إها يا عم علي لسه داير تفتح راسي بمفتاح العجل !؟
فضحك عمك علي وقال:
والله يا سعادتك ام بارح كان مفتاح العجل في يدي والليلة بقي في يدك .
وأنت ومروتك يا سيد المروّه …
فضحك القاضي حتى كاد يسقط عن كرسيه، وقال:
- يلا طير من وشي وتاني اوعك تكررها مع زول تاني ..
الحكمة من القصة:
إذا صار مفتاح العجل في يدك طوّل بالك وروق شويه. اليوم المفتاح في يدك، و بكره بكون في يد غيرك والحياة دوارة … وعمر المفتاح ما دام لأحد. .
???
(مقال منقول)